الاثنين، 25 يناير 2016

الخمر الحلال





نبتة سحريّة كانت أول من جمع العالم حولها لتكون أساساً في حياة الشعوب؛ يُمكن أن تكون نوعاُ من الخمر الحلال؛ لا تُذهب العقل وإنما تجمع شتاته.
 الشاي؛ اسم يُطلق على شجرة من فصيلة الكاميليا. موطنها الأصلي في شرق آسيا؛ ويطلق الاسم أيضاً على أوراقها وعلى ما يستخلص منها ليكون مشروباً.
لمْ تعرف في العالم باستثناء الصين إلا في القرن السابع عشر حين جلبها الهولنديون كمشروب علاجي يُباع في الأماكن المخصصة لبيع العقاقير ثم توسع استخدامه ليكون شراباً باهض الثمن اعتمده المترفون مع قائمتهم من القهوة والشوكولاتة. لكنه ما لبث أن انتشر بأنواعه في العالم أجمع ليكون المشروب الأكثر استهلاكاً بعد الماء.



دخل الشاي كل بيت في العالم وصار جزء من كل ثقافة؛ تفننت الشعوب في إعداده حتى صار رمزاً لها؛ وتفاوتت أنواعه ودرجاته حتى صار أساساً في حفلات الشاي الارستقراطية ورفيقاً في ذات الوقت لعمال المناجم في أوقات راحتهم. وتنوعت طرق إعداده وتقديمه؛ ففي أقصى الشرق في التبت يُشرب الشاي ممزوجاً بزبدة الياك مشروب مليء بالسعرات الحرارية وإلى أمريكا الشمالية فالشاي يُشرب مثلجاً ومنكهاً في بعض الأحيان؛ وما بين هذه وتلك تتنوع طرق إعداد الشاي وتخميره وتنكيهه ففي تركيا يشتهر إعداد الشاي بالسماور وفي المغرب يُنكه الشاي بأوراق النعناع وتطول قائمة أنواعه وطرق إعداده لكنه يبقى دائماً المشروب الشعبي الأول مهما اختلفت طرق إعداده.


رغم كونها نبته واحدة إلا أن أنواع الشاي التي تخرج منها كثيرة؛ بناء على طرق تجفيفه وتجهيزه وأكثر هذه الأنواع شهرة واستهلاكاً هو الشاي الأسود؛ والمستخرج من الهند هو أجودها على الإطلاق وتشتهر منطقة آسام ودارجيلينغ ونيلغيريس بأنها أفضل مناطق الهند في نوعية وجودة الشاي. المتذوقون للشاي يعرفون جيداّ الفرق في النكهة ويميزون الشاي الأصيل ذا الأوراق المنتقاة؛ ويفضلون شاي الورق المنقوع على الشاي المطحون سريع التحضير.
ولكي تُبهر متذوقاً للشاي لا يستلزم ذلك سوى بضع دقائق؛ فهو مشروب سريع التحضير لكنه دقيق في ذات الحين؛ سر النكهة تستخلص من إسقاط أوراق الشاي في الماء الذي يشترط أن يكون مغلياً؛ ولا يغلي الشاي معه سوى بضع ثوان ثم يترك ليتخمر من ثلاث إلى خمس دقائق أخرى ثم سيكون الشاي جاهزاً! نعم هي مجرد وريقات تُنقع في ماء ساخن لكن يستخلص منها سحراً كفيلاً بأن يعيد مزاجك لمحلّه أينما كُنت ومهما كُنت وكيفما كُنت.
وكما قيل: "وكل شاي لا يشبه غيره. شاي عُمال الظهيرة له طعم الجوع والتعب، وشاي الاجتماع الارستقراطي له طعم الزيف والكذب. شاي العصر ولمّة شمل البيت له طعم الحكاية. شاي الحراسة الليلية له طعم الحذر! وثمة شاي للسفر؛ وشاي على شفا خندق بعد غارة ليلية ونعناع من أرض العدو، وذكريات العائلة".

 شاركونا طقوسكم الخاصة مع الشاي وأنواعكم المفضلة 

#الخمر_الحلال