الخميس، 11 أغسطس 2016

نذر الوفاء







على يديها تجري أنهار حمراء؛ تلتف حولهما مزهرة ومورقة؛ وعلى وجهها انسدل القماش الأحمر مع شدو عذب في أرجاء المكان. هذا التقليد الشرقيّ البحت ولد من رحم اسطورة مصريّة فرعونية قديمة تحكي أن إله الشر والفوضى (ست) قتل إله الحساب (أوزيريس) وشوه جثته وجعلها أشلاء موزعة بين الأمصار؛ فكانت زوجته آلهة الخصوبة والأمومة (إيزيس) تجمع أشلاءه وفاءه له حتى تخضبت يديها بلون الدم. فصار هذا تقليداً مصرياً يرمز للوفاء للزوج ومنه انتشر في بلاد الشرق.

تبقى قواعد هذه الليلة واحدة؛ ميعادها قبل الزواج بليلة أو اثنتين وأساسها لباس العروس المزين والحناء, لكن الإبداع الشرقيّ المتنوع يأبى إلا أن يضيف لمساته فكان اللباس الأخضر المشغول ميزة لأهالي المغرب العربي؛ وتزينت العروس التُركيّة بالوشاح الأحمر, ويبقى الزيّ المديني التراثي وساماً لا تتنازل عنه عروس الحجاز وأبدع أهل النوبة والهند بفنون الرسم بالحناء.

ليلة الحناء هي ليلة أنثوية بالدرجة الأولى؛ لا يحضرها أي رجل وإن كان العريس ذاته. تحييها الفتيات من قريبات العروس وصديقاتها بالرقص والغناء كاحتفال وداع للعزوبية. وقد يأتي أهل الزوج في بعض العادات محملين بالهدايا والملابس للعروس. ليلة الحناء هي عادة أصلها كان من قصة حُب ووفاء فلعل العادة ستستمر بقيم أصلها, أدام الله الحُب الوفيّ.