يقول الشاميّون : " نعيم الدنيا حمّام" ؛ نعم! في الشام فقط يتحول مكان الاغتسال لمكان استجمام وفسحة ومراسم افتتاح واجتماعات ولقاءات تُعد لها العُدّة وتحضّر لها الاطباق مما لذّ وطاب كما نسجت فيها وعنها الحكايات.كما تعتبر الحمامات الدمشقية متنفس للنساء على وجه التحديد، كما كانت المقاهي متنفساً للرجال ومكاناً للالتقاء والتعارف، حيث يتعارف النساء ويعرضن بناتهن المناسبات للزواج ويتناقلن آخر الأخبار والمستجدات في ثرثرة نسائية حول أطباق الفواكه والحلوى .يقول أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية مهند مبيضين "أن مجتمع الحمامات يختصر الصورة العامة لسكان دمشق الذين يتوحدون في هذا المكان، إنها تمدنا بمشهد واضح حول مكونات المدينة وثقافتها"تسابق المهندسون والمعماريون لزخرفة وتصميم هذه الحمامات وأظهروا كل ماتعلموه من فنون وتناسق ألوان وابداع على جدرانها وأبوابها ، وأبدعوا في التفاصيل ونقلوها من جدران عادية الى لوحات فنية تشد المار والمستحم وأبهرت التاريخ.ومن أكثر مايميز الحمامات الدمشقية تقسيمها المتقن والمدروس وكأنها مراحل يمر بها الزائر بداية بالمصطبي مروراً بالبراني والجواني والوسطاني وأخيرا القميقي الذي تختتم مراحل الحمام المنعش عنده؛ وعند عتبة البراني اشتهرت المقولة " دخول الحمام مو متل خروجو"عظمة هذه الحمّامات كانت وساماً يفتخر به الدمشقيون ووثّق ذلك الخليفة الوليد بن عبدالملك حين خطب فيهم قائلاً : "رأيتكم يا أهل دمشق تفخرون على الناس بأربع خصال تفخرون بمائكم وهوائكم وفاكهتكم وحمامتكم"
الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016
الحمامات الدمشقية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق